فعلمت مع الزمن أن هذه الأماني الثلاث إن هي إلا أمنية واحدة ضلت طريقها حتى اهتدت إليه، وجهلت عنوانها حتى اتسمت به والتزمت مسماه، وأن الولي والقائد إنما هما جانبان منطويان في الجانب الأكبر أو الجانب الوحيد الذي هو جانب الباحث والمفكر والأديب. شاقني من الولاية وأنا في العاشرة تسخير قوى الطبيعة واستطلاع أسرار الدنيا والآخرة؛ فقرأت مناقب الصالحين وكتب السحر، وأردت أن أمشي على الماء، وأن أطير في الهواء، وأن أتلو القسم على شيء من الأشياء فإذا هو مذعن مطيع، وأن أدعوا الغيب إلي فإذا هو مجيب سميع؛ فصليت عشرات الركعات، وسردت ألوف الأسماء، وأوشكت أن أتمادى في (الدروشة) وأن أزهد في الدنيا وأنقطع للعبادة، وأنتظم بين من يسمونهم أهل الطريق. ث عصمني حادثان صبيانيان يضحكان، ولكنها بما أعقبا وأفادا بالغان في الجد والتسديد: أحدهما ضياع حذاء بالمسجد الكبير في يوم صلاة جامعة بين أولئك أهل الطريق! فقلت: إن أناساً يسرقون الأحذية في مساجد الله لا يرجى بينهم فلاح. والآخر إمام من أئمة (المندل) كذب على الحاضرين باسمي وأنا أنظر لهم في (الفنجان) لأستطلع الغيب؛ فقلت إن الذي يكذب في الحس المشهود، لن يدلني على الغيب المحجوب.
تسجيل مدرسة شرق للقيادة
أما إذا أفرطت هذه الحالة من جهتها الأخرى فنهايتها إلى الوسواس والمراجعة في كل شيء والمحاسبة على أهون الأمور، والتردد بين الخواطر حتى لا إقدام ولا إحجام ولا فائدة من الإقدام والأحجام. إنما الحد القوام بين هذا وذاك أن يكون المرء قادرا على تعليل عمله والنفاذ إلى باطن مشيئته، لأنه متى قدر على ذلك استولى على زمام نفسه، وقبض على سكان سفينته في زعازع هذه الحياة. فمن عرف لماذا يعمل عرف كيف يجتنب العمل إذا وجب عليه اجتنابه
وعرف كيف يقنع به غيره إذا حسن عنده إقناعه
وعرف كيف يصنع على مثال أجمل وأكمل إذا لاحظ تقصيرا فيه
وكذلك من عرف لماذا لا يعمل شيئا من الأشياء، فانه خليق أن يروض نفسه على عمله متى عرف سهولة المانع أو عرف ما فيه من مؤاخذة ونقيصة. وخليق أن يفهم دواعي الأحجام عنده فيعالجها بما يصلحها أو يقربها إلى الصلاح
بعض علماء النفس ينصحون طلاب الرياضة النفسية بتسجيل المذكرات اليومية، لإثبات أعمالهم وقياس الفارق بين أمسهم ويومهم
والذي نراه أن تسجيل المذكرات اليومية لا يجدي جدواه ما لم ينته إلى مساءلة النفس عن بواعثها ودواعيها. فليجرب من شاء أن يختار حادثة من حوادث الحياة كل يوم يسأل عن سببها ويستقصي دخائلها ويصمد على ذلك شهرا واحدا ثم ينظر في نتيجة هذه الرياضة، فإنه واجد لا محالة أنه يتقدم في طريق القدرة على النفس والقدرة على الحياة، وأنه يصبح يوما بعد يوم سيد نفسه ومالك قياده، وتلك بغية الرجل الكامل في الثقافة وفي الرياضة وفي الآداب والأخلاق
عباس محمود العقاد
تسجيل مدرسة القياده جده
- تسجيل مدرسة القياده جده
- عام / "وزارة الداخلية" تدعو المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود وكالة الأنباء السعودية
- تسجيل مدرسة القيادة جامعة نورة
- سيارة توسان 2018
- الشيخ عبدالباري الثبيتي
- فتنة رجل تويتر
- الكهرباء السعودية فواتير الاستهلاك